أصدرت بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سوريا، تقريراً حول حادثتين في حلب، في حي الحمدانية 30 تشرين الأول/ أكتوبر، وحي كرم الطراب 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016.
ونشرت بعثة تقصي الحقائق تقريرها بتاريخ 2 تموز/ يوليو 2018، برقم ( S/1642/2018)، وأكدت فيه عدم وجود أي مادة كيميائية في حادثتي الحمدانية وكرم الطراب ، ورأت البعثة أن الأشخاص المتضررين ربما تعرضوا لنوع ما من المواد المهيجة غير الدائمة.
تلقت الأمانة العامة التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية مذكرتين شفويتين منفصلتين (رقم 109 و113) من حكومة النظام السوري، تفيد بحصول هجمات في عدة مناطق، وتفيد المذكرة 109 بحصول 3 هجمات بالغازات السامة في حي الحمدانية وضاحية الأسد في 31 أكتوبر (والتي تبين فيما بعد أنها حصلت في 30 أكتوبر)، في حين تحدثت المذكرة رقم 113 عن حصول هجوم في كرم الطراب 13 تشرين الثاني/ نوفمبر لعام 2016، وعليه كُلف فريق بعثة تقصي الحقائق (FFM) بإجراء التحقيق.
بعد وصول فريق بعثة تقصي الحقائق إلى سوريا، قام بفحص وجمع ونسخ الوثائق والسجلات التي قدمتها حكومة النظام السوري، كما اعتُمد تقرير إخباري قدمته روسيا كسجل، وتمكن الفريق من توثيق عملية تسليم العينات، وتأكد من معالجتها، كما بدأ الفريق بجمع المعلومات المرتبطة بالحوادث المذكورة، مثل تقارير الحوادث والسجلات الطبية للضحايا وأسماء الأفراد المتضررين وأسماء موظفي المستشفى المعالجين، من دون تمكن الفريق من زيارة موقعي الحادثين لإجراء الفحوصات على أرض الواقع.
كما استطاع الفريق الوصول إلى مركز الدراسات والبحوث العلمية في برزة بدمشق، لفحص ذخائر غير منفجرة، وفحص عينات بيئية كانت جمعتها السلطات السورية.
حادثة حي الحمدانية 30 تشرين الأول/ أكتوبر 2016
وفق تقرير البعثة، ففي 30 تشرين الأول/ أكتوبر 2016، حوالي الساعة 10 والنصف صباحاً، وصلت أولى الإصابات من المدنيين والعسكريين إلى مستشفى الرازي ومشفى حلب الجامعي ومشفى حلب العسكري، كما أفاد مشفى حلب الجامعي باستقبال الإصابات حتى اليوم التالي (31 تشرين الأول/ أكتوبر)، وقد خرج معظم المرضى خلال أول يوم أو يومين، وبقي آخرون من 3 حتى 5 أيام، في حين كانت أطول مدة إقامة في المشفى هي 10 أيام.
وخلص التقرير إلى عدم وجود أي مواد كيميائية في حي الحمدانية، على الرغم من تشابه أقوال الضحايا والفريق الطبي مع الرواية التي استنتجها فريق البعثة، بالإضافة إلى ظهور أعراض متشابهة إلى ما يقارب من 60 ضحية إلا أن أياً منهم لم يعان من ظهور أي أعراض، ولم تحدث أي حالة وفاة.
حادثة كرم الطراب 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016
وفق تقرير البعثة فإن عدداً كبيراً من عناصر جيش النظام السوري، استنشقوا “غازات كيميائية سامة” في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، استقبلهم مستشفيا حلب الجامعي وحلب العسكري للعلاج، بعد قتالهم في حي كرم الطراب.
وتلقت بعثة التحقيق عدة وثائق تحتوي على نتائج التحليلات المعملية لمستوى إنزيم الأسيتيل كولينستراز في عينات الدم من الأفراد المرتبطين بالحادث المبلغ عنه، وأظهرت النتائج “نشاطاً طبيعياً لإنزيم الأسيتيل كولينستراز”.
وخلص التقرير إلى عدم وجود أي مواد كيميائية في كرم الطراب، على الرغم من تشابه أقوال الضحايا والفريق الطبي مع الرواية التي استنتجها فريق البعثة، بالإضافة إلى ظهور أعراض متشابهة إلى ما يقارب من 40 ضحية إلا أن أياً منهم لم يعان من ظهور أي أعراض، ولم تحدث أي حالة وفاة.
ورأى فريق البعثة أن الأشخاص المتضررين في الحادثين المبلغ عنهما، ربما تعرضوا لنوع ما من المواد المهيجة غير الدائمة.
Aleppo chemical_attack chemical_weapons FFM syria