تقرير بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سوريا حول حادثتي اللطامنة 24 و25 آذار/ مارس 2017 

أصدرت بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سوريا، تقريراً عن حادثتي مدينة اللطامنة في محافظة حماة  24 و25 آذار/ مارس 2017. 

ونشرت بعثة تقصي الحقائق تقريرها بتاريخ 13 حزيران/ يونيو 2018، برقم (S/1636/2018*)، وأكدت فيه استخدام مادتين كيميائيتين (مختلفتين) كسلاح في هجومين على مدينة اللطامنة بريف حماة. 

وكُلفت بعثة تقصي الحقائق أثناء تحقيقها بادعاء سابق (ادعاء خان شيخون الذي وقع في 4 نيسان/ أبريل 2017، وهو الأولوية في التحقيق)، بالبحث عن ادعاءات استخدام سلاح كيميائي في اللطامنة بتاريخ 25 آذار/ مارس 2017، عندها واجه الفريق مزاعم باستخدام مادة كيميائية سامة كسلاح في جزء آخر من اللطامنة بتاريخ 24 آذار/ مارس 2017. 

واستخلص الفريق الاستنتاجات المتعلقة بكلا الادعائين، من خلال تحليل مقابلات وتحليل العينات البيئية، والمواد الداعمة أو العينات المقدمة أثناء المقابلات، والمراجع والسجلات المحدودة المقدمة لاحقاً، وتأكيد الأدلة. 

ووفق التقرير فقد تم التنسيق بين منظمات غير حكومية بما فيها مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سوريا (cvdcs)، والدفاع المدني السوري، من أجل البحث المتعمق بالمعلومات الموجودة والوصول للشهود الذين تعرضوا للمواد الكيميائية. 

وتحدث التقرير عن المنهجية التي اتبعها فريق تقصي الحقائق، في جمع البيانات، والشهادات، وإجراء المقابلات، وأكد أنه كان لدى الفريق إمكانية محدودة للوصول إلى السجلات الطبية. 

حادثة 24 آذار/ مارس 2017 

بدأت عملية المقابلات بشأن الحادثة، في نهاية تموز/ يوليو 2017، وأجرى فريق بعثة تقصي الحقائق مقابلات شخصية مع 6 أشخاص، بمن في ذلك الضحايا والعاملين الطبيين المعالجين، كلهم من الذكور (1 طبيب معالج، 1طاقم دعم طبي، 3 شهود عيان، 1 جامع عينات). 

وبحسب التقرير فإن الضحايا بدأوا بالوصول إلى المشفى حوالي الساعة السادسة صباحاً، وتم وصف المرضى القادمين بأن لهم “رائحة مزعجة غير محددة لا تشبه رائحة الكلور”.

وبناء على عدة عوامل منها العينات، وروايات الأشخاص الذين تمت مقابلتهم، والسجلات الطبية (على الرغم من محدودية العدد)، قررت البعثة أن 16 شخصاً ظهرت عليهم أعراض استجابة تتوافق مع مادة “الاستيل كولين استريز”. 

وأكد التقرير أن نتائج تحليل العينات أظهرت وجود غاز السارين ومواد كيميائية أخرى، وأشارت بعثة تقصي الحقائق إلى أن النتائج كانت متسقة مع تلك التي توصلت إليها في حادثتي خان شيخون 4 نيسان/ أبريل 2017، واللطامنة 30 آذار/ مارس 2017، حيث استخدم أيضاً غاز السارين كسلاح كيميائي. 

حادثة 25 آذار/ مارس 2017 

وبحسب التقرير أنه حوالي الساعة 3 عصراً من يوم 25 آذار/ مارس 2017، أفاد شهود العيان بوقوع غارتين جويتين نفذتهما مروحيات في الضواحي الشمالية الغربية لمدينة اللطامنة، خلال كل غارة أسقطت المروحية برميلين اثنين (التوقيت بين الغارة الأولى والثانية 15 دقيقة).

وأكد التقرير سقوط إحدى الاسطوانات على سقف رملي خرساني عند مدخل المستشفى، لذلك لم تنفجر (اخترقت السقف لكنها لم تنفجر)، وأدى تصدع  رأس الاسطوانة لتسرب الغاز داخل المستشفى وبالتالي خروج المشفى عن الخدمة. 

على الرغم من أن فريق التحقيق لم يتمكن من زيارة المستشفى،إلا أنه تمكن من مراجعة السجلات ومقابلة الطاقم الطبي الذي قدم العلاج، كما قدم الأشخاص الذين تمت مقابلتهم سرداً متسقاً للحادث، وأبلغوا عن العلامات والأعراض الطبية والطريقة التي تم بها جمع العينات. 

وأجرت بعثة تقصي الحقائق مقابلات شخصية مع 13 شخصاً، بمن فيهم الضحايا، والأطباء العاملين الطبيين المعالجين (كان 2 منهم مشاركين في عملية جمع العينات البيئية)، كلهم من الذكور، (2 أطباء معالجين، 2 طاقم دعم طبي، 7 شهود عيان، 3 جامع عينات). 

ووجدت بعثة تقصي الحقائق أن 33 شخصاً ( بما في ذلك 15 من العاملين في مستشفى اللطامنة) ظهرت عليهم علامات وأعراض طبية مرتبطة بالتعرض لمادة كيميائية “تهيج الأنسجة في العينين والأنف والحنجرة والرئتين”، إذ خرجت المواد من الاسطوانات نتيجة لتأثر كيميائي.

وخلص التقرير إلى استخدام مادة غاز الكلور كسلاح كيميائي في الهجوم الحاصل في حادثة اللطامنة بتاريخ 25 آذار/ مارس 2017. 

Scroll to Top