تقرير بعثة الأمم المتحدة حول استخدام الأسلحة الكيميائية في الغوطة  آب / أغسطس 2013

أصدرت بعثة الأمم المتحدة المعنية بالتحقيق في مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، في 16 أيلول/ سبتمبر 2013، تقريرها (S/2013/553) حول حادثة الغوطة بتاريخ 21 آب/ أغسطس 2013.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد قرر إنشاء بعثة الأمم المتحدة المعنية بالتحقيق في مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة (37/42) وقرار مجلس الأمن (620-1988)، بهدف التحقق من “مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية” وجمع ما يتصل بذلك من بيانات وإجراء التحليلات الضرورية لهذا الغرض.

وأكد التقرير الأممي أن الأسلحة الكيميائية قد استخدمت في سوريا على نطاق واسع نسبياً، وكان استخدامها موجهاً ضد المدنيين أيضاً، ومن بينهم الأطفال، مشيراً إلى أن العينات البيئية والكيميائية والطبية التي تم جمعها تقدم أدلة واضحة ودامغة على استخدام صواريخ أرض-أرض محملة بغاز السارين في عين ترما والمعضمية وزملكا في غوطة دمشق.

ولفت التقرير إلى الزيارات الميدانية للبعثة إلى المواقع المعنية في منطقة المعضمية في 26 آب/ أغسطس 2013 وعين ترما وزملكا يومي 28 و29 آب/ أغسطس، حيث قامت البعثة بإجراء مقابلات مع الناجين وغيرهم من الشهود بما في ذلك الضحايا المصابون والعاملون في مجال الصحة وأول المستجيبين، وتوثيق الذخائر والمكونات الجزئية، وجمع العينات البيئية لتحليلها لاحقاً، وتقييم الأعراض البادية على الناجين، وجمع عينات طبية من المصابين وفق أشد البروتوكولات الصارمة المتوفرة لمثل هذا التحقيق، ومن أهم المفاهيم بالنسبة لأساليب التحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية.

وأفاد الشهود بوقوع قصف في ساعات الصباح الأولى من 21 آب/ أغسطس، تلاه ظهور أعراض ضيق في التنفس، وارتباك، وسيلان الأنف، وتهيج العين، والغثيان، والتقيؤ، والضعف العام، وفقدان الوعي في نهاية المطاف.

ووثق التقرير العديد من صواريخ أرض-أرض القادرة على إيصال حمولات كيميائية هامة، حيث تم قياس هذه الصواريخ بعناية، وتصويرها، وأخذ عينات منها. أثبتت في وقت لاحق أنها تحتوي على مادة السارين.

وأعرب الأمين العام عن صدمته الشديدة وأسفه البالغ لاستخدام الأسلحة الكيميائية على نطاق واسع نسبياً، مشيراً لاعتقاده أن هذا الفعل هو جريمة حرب وانتهاك خطير لبروتوكول عام 1925 لحظر الاستعمال الحربي للغازات الخانقة أو السامة أو ما شابهها.

ولفت التقرير إلى أن المجتمع الدولي يحمل على عاتقه مسؤولية أخلاقية بمحاسبة المسؤولين وعدم ظهور الأسلحة الكيميائية مجدداً كوسيلة من وسائل الحرب.

Scroll to Top