خلفيات الهجوم ونتائج التحقيقات الدولية
في التاسع من آذار 2014 أطلقت المعارضة السورية معركة عسكرية أطلق عليها (معركة خان شيخون – بوابة حماة) بهدف السيطرة على المدينة الاستراتيجية والتي كانت بمثابة خط الإمداد الوحيد لقوات النظام السوري في معسكري , وادي الضيف والحامدية بريف معرة النعمان
ولم تمض سوى أيام قليلة حتى تمكنت المعارضة من السيطرة على أهم النقاط العسكرية لقوات النظام السوري بمحيط المدينة ومنها (حاجز الغدير، المعرزافي، الحرش، السيرياتل، وتجمع ضهرة النمر) وأصبح قرابة 80% من خان شيخون تحت سيطرة المعارضة المسلحة، وأصبحت إمكانية استعادة المدينة والوصول لمعسكر وادي الضيف أضعف بكثير مما سبق
فضلاً عن ذلك قامت قوات المعارضة في الرابع من أبريل 2014 بإطلاق معركة تُضيّق بها الخناق على قوات النظام في معسكري الحامدية ووادي الضيف من جهة (تلمنس، التح، معرشمارين، الدير الشرقي) وتمكنت من خلال معارك استمرت لأسبوعين من السيطرة على عدة بلدات ومنها (بابولين والصالحية وكفرباسين) مما أدى لانهيار في صفوف قوات النظام في معسكر الحامدية، الأمر الذي دفعه لإستخدام أسلحة غير تقليدية في 21 أبريل 2014
وقد تواردت الأنباء حينها عن هجوم بالغازات السامة على بلدة تلمنس والتي كانت تشكل خط إمداد خلفي لقوات المعارضة التي كانت تقاتل على جبهة وادي الضيف في ريف محافظة إدلب الجنوبي
بعد ورود هذه الأنباء بدأت فِرق مركز توثيق الإنتهاكات الكيميائية في سوريا بالتحرك الفوري لجمع المعلومات والشهود والعينات البيولوجية والبيئية اللازمة لتقديمها للبعثات الدولية المختصة “بعثة تقصي الحقائق FFM التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية” والتي قامت بدورها بمقابلة الشهود و المصابين وعملت على تحليل هذه العينات في مخابر المنظمة في “لاهاي ” واستطاعت فيما بعد إثبات حدوث هجوم بغاز الكلور السام/ دون أن تحدد الجهة المسؤولة عنه
في العام 2015 تم تشكيل آلية التحقيق المشتركة JIM بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2235 وفتحت الألية تحقيق جنائي في الحادثة، وعمل مركز التوثيق والعديد من المنظمات الحقوقية السورية وغيرها على تقديم كافة أشكال الدعم للآلية التي أصدرت تقريرها الأول في أكتوبر 2016 وأوضح التقرير الذي تم توزيعه على أعضاء مجلس الأمن الدولي، بأن مروحيات عسكرية سورية ألقت غاز الكلور على بلدتين في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، هما تلمنس في إبريل 2014 وسرمين في 16 مارس 2015 وبأن تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” مسؤول عن استخدام السلاح الكيميائي في ريف حلب يوم 21 أغسطس عام 2015