بيان مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سوريا في الذكرى 11 لاستهداف الغوطة بغاز السارين

تحل الذكرى الحادية عشرة للهجوم الكيميائي الأبرز في القرن الحادي والعشرين، الذي استهدف غوطة دمشق في 21 آب/ آغسطس 2013، ففي الساعات الأولى من فجر ذلك اليوم، أطلق النظام السوري عدة صواريخ محملة بالسارين من اللواء 155 في القطيفة بريف دمشق، على المناطق السكنية في الغوطة الشرقية والغربية، ما أسفر عن مقتل نحو 1400 شخص، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، وإصابة نحو 6 آلاف آخرين بالغاز القاتل، لا يزال الكثير منهم يعاني من آثاره حتى اليوم.

إن هذا الهجوم ـ على وحشيته ـ لم يكن حادثاً عابراً، بل بداية لاستراتيجية ممنهجة من قبل النظام السوري، لاستخدام الأسلحة الكيميائية إحدى أسلحة الدمار الشامل، كوسيلة إخضاع للسوريين.

وعلى الرغم من انضمام النظام السوري لمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية في أيلول/ سبتمبر 2013، وإعلانه عن تدمير ترسانته منها في وقت لاحق، إلا أن النظام واصل استخدام هذه الأسلحة ضد السوريين، حيث تم توثيق أكثر من 210 حالات استخدام لهذه الأسلحة في مختلف أنحاء سوريا، بما في ذلك استهداف المدنيين في إدلب وحلب وحماة.

كما تشير الأدلة بما لا يدع مجالاً للشك، إلى مواصلة النظام السوري تصنيع وتطوير هذه الأسلحة في مركز الدراسات والبحوث العلمية SSRC، في انتهاك صارخ لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية التي وقّع عليها.

وعلى الرغم من مرور أحد عشر عاماَ على هذا الهجوم، ما يزال الناجون منه يعانون من آثار صحية خطيرة، وينتظرون تحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة البشعة.

ويؤكد مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سوريا على أهمية محاسبة مرتكبي هذه الجريمة، وتقديمهم للعدالة من خلال إنشاء آليات قضائية مستقلة وفعالة. ويشدد على أن ضمان محاسبة الجناة ليس فقط مسألة عدالة للضحايا وذويهم، بل هو أيضاً خطوة ضرورية لمنع تكرار هذه الجرائم في المستقبل، فالإفلات من العقاب يشجع على تكرار مثل هذه الجرائم، ويشكل تهديداً خطيراً للسلم والاستقرار الدوليين.

وفي هذا السياق، يرحب مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية بمذكرة التوقيف الصادرة عن القضاء الفرنسي بحق بشار الأسد وماهر الأسد، لدورهما المباشر في استهداف الغوطة بالسلاح الكيميائي، ويؤكد على أن هذه المذكرة خطوة على طريق العدالة، ويطالب المجتمع الدولي بمواصلة الضغط لتقديم جميع المسؤولين عن هذه الجرائم إلى العدالة، بغض النظر عن مناصبهم.

كما يشدد المركز على ضرورة التخلص الكامل من كافة الأسلحة الكيميائية في سوريا، وإنهاء هذا البرنامج بشكل جذري من خلال تعزيز ولايات الفرق الدولية ذات الاختصاص، بما يمكنها من مواجهة تلاعب النظام السوري، ويؤكد أن تحقيق ذلك يتطلب تعاوناً دولياً فاعلاً، ودعماً مستمراً للجهود الرامية إلى فرض رقابة فعالة على الأنشطة المتعلقة بتصنيع وتخزين واستخدام الأسلحة الكيميائية.

إن مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سوريا يؤكد التزامه بمواصلة توثيق هذه الجرائم، حيث تمكن من توثيق 262 هجوماً كيميائياً، نتج عنها 2423 قتيلاً و13947 مصاباً معظمهم من المدنيين، خلال سنوات الحرب في سوريا، كما تمكن من جمع الأدلة التي تدين مرتكبيها، مع استمرار مساعيه الرامية لتحقيق العدالة للضحايا وعائلاتهم، وضمان أن لا تمر هذه الجرائم دون عقاب.

العدالة لضحايا الأسلحة الكيميائية
مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سوريا (CVDCS)

Scroll to Top