تقرير بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سوريا بشأن الحوادث المزعومة في مارع، الجمهورية العربية السورية، آب/أغسطس 2015

شهدت مدينة مارع بريف حلب بالشمال السوري، في آب/ أغسطس 2015، هجوماً كيماوياً، أدى لوفاة طفلة وإصابة مدنيين آخرين من عائلة واحدة، وتم تكليف بعثة تقصي الحقائق (FFM) التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، للتأكد من حصول هجوم كيماوي (غاز الخردل).

وأصدرت بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية تقريراً، 29 تشرين الأول/ أكتوبر 2015، حمل رقم (S/1320/2015)، وخلص إلى تعرض شخصين (على الأقل) لخردل الكبريت، مع احتمالية أن تكون آثار هذا الغاز أدت لمقتل طفلة حديثة الولادة.

وبحسب التقرير، فقد وقع الهجوم ما بين الساعة العاشرة صباحاً وحتى الحادية عشرة والنصف، من صباح يوم 21 آب/ أغسطس 2015، وقد سقطت القذيفة داخل إحدى غرف منزل مكون من 4 أفراد، وبعد ساعة من وقوع الحادثة بدأت تظهر علامات استنشاق غاز كيماوي.

وأشار التقرير إلى أنه تم تحديد الأشخاص المحتملين بإحدى وسيلتين، الأولى من خلال فريق التحقيق الذي يقوم بتمشيط منطقة الحادث، والثانية من خلال تحديد الأشخاص المحتملين الذين تمت مقابلتهم باعتبارهم عملاء محتملين من مصدر آخر على اعتباره موثوقاًبحكم قربه للمكان أو مشاركته.

ووفق التقرير فقد تم التنسيق مع فريق مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سوريا (cvdcs) لتحديد مواقع وأسماء أفراد العائلة التي تعرض أفرادها للمادة الكيميائية.

وركز التقرير على أنه لم يكن لدى بعثة تقصي الحقائق إمكانية الوصول المباشر إلى الأفراد الذين شاركوا في الحادث، ولم تقم إلا بإجراء مقابلة غير مباشرة مع مدير مستشفى مارع (ممرضة) عبر مكالمة جماعية صوتية. ولم تؤكد البعثة هوية الشخص الذي أجريت معه المقابلة من خلال الوثائق أو تحديد الهوية. ومع ذلك، كان من الواضح للبعثة من خلال سياق المقابلة أن لديه خلفية ومعرفة طبية.

وتحدث التقرير عن المنهجية التي اتبعها فريق تقصي الحقائق، في جمع البيانات، والشهادات، وإجراء المقابلات، وعرض خريطة تبين مكان نزول القذيفة، داخل مدينة مارع.

وخلص التقرير إلى أنه يمكن للفريق أن يؤكد “بمنتهى الثقة” أن شخصين على الأقل تعرضا لخردل الكبريت، ومن المهم جداً أن تكون آثار خردل الكبريت قد أدت إلى وفاة طفلة حديثة الولادة.

Scroll to Top