أصدر فريق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية للتحقيق وتحديد الهوية IIT، تقريره الرابع حول حادثة مارع بريف حلب 1 أيلول/ سبتمبر 2015، مؤكداً مسؤولية تنظيم داعش عن ارتكاب ضربات جوية محملة بالمواد الكيميائية على مارع.
ونشر الفريق تقريره في 22 شباط/ فبراير 2024، برقم (S/2255/2024)، عملاً بالفقرة 10 من القرار C-SS-4/Dec.3، لمعالجة التهديد الناجم عن استخدام الأسلحة الكيميائية في حادثة مارع.
وأُنشئ فريق التحقيق وتحديد الهوية IIT (والذي يُرمز له باسم “فريق التحقيق”) التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، عملاً بالقرار الصادر عن مؤتمر الدول الأطراف، والمؤرخ في 27 حزيران/ يونيو 2018.
ونوه التقرير إلى أن فريق التحقيق ليس هيئة قضائية تمتلك السلطة لإسناد المسؤولية الجنائية للأفراد، ولا يمتلك سلطة إجراء استنتاجات نهائية بشأن عدم الامتثال لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، إنما ولاية الفريق هي “إثبات الوقائع”.
كما شرح هذا التقرير التحديات القانونية والعملية التي ينطوي عليها عمل فريق التحقيق، واستنتاجاته التي توصل إليها من خلال التحقيقات التي أجريت ما بين كانون الثاني/ يناير 2023 حتى شباط/ فبراير 2024، في حادثة مدينة مارع التي حصلت بتاريخ 1 أيلول/ سبتمبر 2015.
وكان فريق التحقيق IIT بدأ عمله في حزيران/ يونيو 2019، معتمداً على ما أثبتته بعثة تقصي الحقائق FFM من استخدام أسلحة كيميائية على أراضي الجمهورية العربية السورية في حوادث عدة، من دون أن تتوصل آلية التحقيق المشتركة بين المنظمة والأمم المتحدة إلى استنتاج نهائي بشأنها.
وأكد التقرير أن فريق التحقيق لم يستطع الوصول إلى مواقع الحوادث في الجمهورية العربية السورية، معرباً عن أسفه لعدم سماح النظام له القيام بمهامه على الرغم من الطلبات المتعددة التي قدمتها الأمانة الفنية إلى النظام السوري وتعهد سلطات النظام بالتعاون مع الأمانة الفنية بموجب الفقرة 7 من المادة 7 من اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، والالتزام الواقع على سوريا بموجب القرار 2118 لعام 2013، الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بأن تتعاون سوريا بشكل كامل مع المنظمة.
استهداف مدينة مارع بريف حلب 1 أيلول/ سبتمبر 2015
حصل فريق التحقيق على 29 إفادة من شهود عيان بينهم امرأتان، وقيّمها، ونظر في بيانات متعلقة بـ30 عينة، وطلب وحصل على نتائج تحليل وبيانات إضافية لـ5 عينات تتعلق بالتحقيق، شملت عينتنين جمعها فريق التحقيق، كما حصل على مقاطع فيديو ووثائق ومواد أخرى من مصادر مختلفة عن الحوادث، وحلل العينات، وطلب تقييمات من خبراء واختصاصيين ومعاهد بحث جنائي، كما جمع المعلومات من مصادر مفتوحة.
وأثناء جمع الفريق للمعلومات والتأكد منها وإجرائه للمقابلات، تواصل مع كيانات محلية ساعدته في تقديم بعض المعلومات منها كيانات تحت رعاية الأمم المتحدة.
وتحدث التقرير بشكل مفصل عن أنشطة الفريق والنهج المتبع أثناء التحقيق، والسيناريوهات والادعاءات التي توصل إليها، كما شرح عن الوضع العام في المنطقة، وسياق الأنشطة العسكرية الخاصة بكل حادث.
ويتسق النهج الذي سلكه فريق التحقيق أثناء عمله ضمن تقرير حادثة مارع، مع النهج المتبع في التقارير السابقة (الأول والثاني والثالث)، وذلك من خلال تحليل المعلومات التي تلقاها من بعثة تقصي الحقائق FFM وطلب المعلومات من الدول الأطراف ومنظمات دولية وأخرى غير حكومية، وإجراء تقييم لإفادات الشهود، وحصوله على مقاطع فيديو ووثائق ومواد من مصادر شتى، بالإضافة إلى طلب إعادة فحص التحاليل السابقة للعينات، وغيرها.
وخلص التقرير إلى أنه واستناداً إلى جميع المعلومات التي حصل عليها، وحللها، تبين أنه ما بين الساعة 9.00 و 12.00 بالتوقيت المحلي، وأثناء هجمات مستمرة تهدف للاستيلاء على بلدة مارع، قصفت وحدات من تنظيم داعش غاز الخردل الكبريتي، باستخدام مدفع واحد أو أكثر.
ولم يجد فريق التحقيق نمط استهداف واضح، وكانت بقايا الذخائر التي لوحظت عبارة عن قذائف مدفعية تقليدية من عيار 122 ملم، معدة لنشر “حمولة سائلة”، وعند الاصطدام تسربت مادة سوداء لزجة ذات رائحة نفاذة “شبيهة بالثوم”.
وبحسب التقرير فقد أصيب ما لا يقل عن 11 فرداً (تمكن الفريق من معرفة أسمائهم) ممن لامسوا المادة السائلة، وعانوا من أعراض تتوافق مع التعرض لغاز الخردل الكبريتي.
وأثبت الفريق أن الحمولة الكيميائية تم نشرها بواسطة مدفع واحد أو أكثر، أُطلقت من مناطق خاضعة لتنظيم داعش، وأنه لا يوجد كيان آخر غير التنظيم يمتلك الوسائل والدوافع والقدرات اللازمة لنشر غاز الخردل كجزء من هجوم على مدينة مارع في 1 أيلول/ سبتمبر 2015.
وأكد التقرير أن فريق التحقيق توصل إلى استنتاجاته تدريجياً، بعد النظر إلى نظريات شتى، واعتبر ما توصل إليه أنها الاستنتاجات الوحيدة التي يمكن التوصل إليها على نحو معقول “بناء على ما حصل عليه من معلومات مجتمعة”، وبناء على أساس معيار “الأسباب المعقولة” من معايير درجة اليقين.
chemical_attack chemical_weapons IIT ISIL ISIS MAREA opcw syria