أول استخدام واسع للأسلحة الكيميائية

Original image from National Museum of Health and Medicine. Digitally enhanced by rawpixel

روائح الغازات السامة وآثارها في سوريا بمختلف المجالات ومناحي الحياة، ما تزال عالقة حتى اللحظة، بعد 262 استخداماً للسلاح الكيماوي، أحصاها مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سوريا (CVDCS)، كل ذلك يعود بالذاكرة إلى تاريخ استخدام هذه المواد القاتلة كسلاحاً في الحروب والمعارك.

تقول منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW) إن المواد الكيميائية السامة استُخدمت كأدوات للحرب منذ آلاف السنين، سواء في السهام المسمومة أو دخان الزرنيخ، إلا أن هذه الاستخدامات طالما كانت أضرارها محدودة على الرغم من اعتبارها قسوة مفرطة غير مبررة.

ومع تطور أدوات القتال، تم إنتاج نوع من الرصاص يحمل سماً يرفع نسبة وفيات المصابين في الحروب، ودام استخدام هذا النوع من الرصاص عشرات العقود، ما دفع لتوقيع اتفاقية عام 1675 بين ألمانيا وفرنسا يحظر استخدام هذا الرصاص.

مع ذلك، كان استخدام الأسلحة الكيميائية يصنف ضمن نطاق غير واسع الانتشار، حتى الحرب العالمية الأولى، حيث بدأ استخدام السلاح الكيماوي بشكل واسع النطاق، بدأ في 22 نيسان/ أبريل، باستهداف القوات الألمانية لساحة المعركة شمال إيبر بـ 168 طناً من غاز الكلور.

هذا الاستهداف أسفر وفقاً لوكالة رويترز للأنباء، عن إصابة نحو خمسة آلاف جندي، فيما تشير مصادر أخرى لأرقام أكبر، بحالات اختناق، حيث كان يأمل الألمان أن يسفر هذا الاستهداف عن إجبار الجنود على مغادرة مواقعهم القتالية، بهدف السيطرة على الأرض.

ولم تكد تنتهي الحرب العالمية الأولى حتى أودت الأسلحة الكيميائية بحياة نحو 90 ألف شخص، بسبب الهجمات بالغازات السامة، إضافة لإصابة نحو 1.2 مليون شخص آخر، الأمر الذي دفع المسؤولين للاتجاه نحو حظر استخدام الأسلحة الكيميائية في الحروب.

وبعد مفاوضات طويلة، تم إقرار معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية في 13 كانون الثاني/ يناير 1993، حيث وقعت عليها 130 دولة خلال مؤتمر باريس للتوقيع على الاتفاقية، الذي استمر لثلاثة أيام وفقاً لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

Scroll to Top