من سوريا إلى أوكرانيا.. روسيا تستمر بانتهاك اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية 

Source of Picture: wikimedia

اتهمت الولايات المتحدة روسيا بانتهاك معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، باستخدامها غازات سامة ضد القوات الأوكرانية، يأتي ذلك بعد شهر من تقديمها التقرير السنوي بشأن تقييمات عدم امتثال 4 دول دول أطراف (منهما روسيا وسوريا) لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، التي تثبت تعاون روسيا مع النظام السوري في هجماته الكيميائية منذ عام 2018. 

وأكدت الخارجية الأمريكية في تقرير، 1 أيار/ مايو 2024، أن روسيا استخدمت مادة “الكلوروبكرين”، ضد القوات الأوكرانية، وهي مادة محظورة بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية، وصدق عليها أكثر من 150 دولة، بما فيها روسيا. 

وأوضحت الخارجية الأمريكية أنها ستفرض عقوبات على 3 كيانات حكومية مرتبطة ببرامج الأسلحة الكيميائية والبيولوجية الروسية و4 شركات تدعمها. 

الكلوروبكرين، وهو سائل زيتي عديم اللون تقريباً يسبب تهيجاً شديداً للعينين والجلد والرئتين، تم استخدامه بكميات كبيرة خلال الحرب العالمية الأولى، وفق المعهد الوطني الأمريكي للصحة والسلامة المهنية NIOSH، ورغم استمرار استخدام الكلوروبكرين كمبيد زراعي، إلا أنه يحظر استخدامه في الحرب بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية لعام 1993.

واعتبر المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الاتهامات الأمريكية الموجهة لروسيا بشأن استخدامها للأسلحة الكيميائية ضد القوات المسلحة الأوكرانية لا أساس لها من الصحة، كما وصف أناتولي أنتونوف سفير روسيا لدى الولايات المتحدة، الاتهامات الموجهة إلى القوات الروسية باستخدام الأسلحة الكيميائية بأنها “بغيضة ولا أساس لها”.

واتهمت قوات الدعم الأوكرانية القوات الروسية باستخدام الذخائر مع مواد كيميائية بشكل “منهجي”، خاصة بعد تسجيلها 371 حالة يشتبه فيها باستخدام القوات الروسية للأسلحة الكيميائية في مارس/آذار، أي حوالي سبعة أضعاف العدد عن العام السابق، كما أبلغت السلطات الأوكرانية عن 1412 حالة استخدام مشتبه به للأسلحة الكيميائية في ساحة المعركة من قبل روسيا منذ بدء الغزو الشامل في شباط/ فبراير 2022.  

بدوره، أكد مدير مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سوريا، نضال شيخاني، أن إفلات نظام الأسد من العقاب على استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، بدعم وحماية مباشرة من روسيا، شجع موسكو على مواصلة انتهاك القانون الدولي الإنساني، واتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، محذراً في الوقت ذاته من اتساع دائرة استخدام هذه الأسلحة المحرمة دولياً.

وكانت الخارجية الأمريكية، ذكرت في تقريرها السنوي، 4 أبريل/ نيسان 2024، بشأن تقييمات عدم امتثال 4 دول أطراف (روسيا وسوريا وإيران وبورما) لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية. 

وأكدت الولايات المتحدة أن روسيا استخدمت الأسلحة الكيميائية ما بين عامي 2018 و2020، مرتين على الأقل. 

واتهمت الولايات المتحدة عدم امتثال روسيا لاتفاقية حظر الأسلحة بسبب عدم تقديمها الإعلانات الكاملة عن مرافق إنتاج الأسلحة الكيميائية، ومرافق تطوير الأسلحة الكيميائية، ومخزونات الأسلحة الكيميائية، كما تحدث التقرير عن قيام المعاهد العلمية الروسية بأبحاث وتطوير قدرات الأسلحة الكيميائية، بما في ذلك تقنيات إطلاق عوامل الأسلحة الكيميائية، وإجراء روسيا لاختبارات متعلقة بالأسلحة الكيميائية

وأكد التقرير أن القوات الروسية وأنشطتها في سوريا ساعدتا النظام السوري على التستر على استخدام الأسلحة الكيميائية بعد هجوم الغوطة في 7 أبريل/نيسان. 2018. كما احتفظت روسيا بغرفة عمليات مشتركة مع سوريا وإيران مسؤولة عن استراتيجية الحرب والتنسيق في سوريا في الوقت الذي استخدمت فيه القوات السورية الأسلحة الكيميائية بشكل متكرر.

ويؤكد مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سوريا على ضرورة التنفيذ الفعلي والالتزام الكامل ببنود اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، التي تنص على إزالة فئة كاملة من أسلحة الدمار الشامل، وذلك من خلال حظر استحداث وإنتاج واحتياز وتخزين الأسلحة الكيميائية والاحتفاظ بها أو نقلها أو استعمالها من جانب الدول الأطراف.

كما تلزم الاتفاقية الدول الأطراف بعدم مساعدة أو تشجيع أو حث أي كان بأي طريقة على القيام بأنشطة محظورة على الدول الأطراف بموجب هذه الاتفاقية.

ويؤكد مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سوريا على ضرورة محاسبة كافة الأطراف المتورطة باستخدام السلاح الكيميائي لأغراض عدائية، وتحقيق العدالة للضحايا وذويهم.

Scroll to Top