تقرير: إيران طورت أسلحة كيميائية من مواد صناعة الأدوية وزودت بها حلفاءها في سوريا والمنطقة

Image created by AI

أشار تقرير مفصل لمركز مكافحة الإرهاب (CTC) إلى الأنشطة الإيرانية لتحويل مواد دوائية لأسلحة كيميائية، مشيراً إلى أن الاستخبارات الأمريكية وثقت في وقت مبكر من الثمانينيات، الطرق التي استخدمت بها إيران الأسلحة الكيميائية كوسيلة تكتيكية في المعارك، مضيفاً أن الولايات المتحدة أصدرت بعد أربعين عاماً، تقييماً رسمياً يؤكد أن إيران لم تلتزم بتعهداتها بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية (CWC).

ويشير المسؤولون بشكل خاص إلى تطوير طهران لعوامل كيميائية قائمة على الأدوية الصيدلانية (PBAs) تستهدف الجهاز العصبي المركزي كجزء من برنامج الأسلحة الكيميائية.

البحث وتطوير للمواد الكيميائية

وأضاف التقرير أن السلطات الأمريكية تشتبه منذ عام 2005 على الأقل، بأن إيران أجرت بحوثاً مكثفة حول تطوير عوامل صيدلانية كيميائية تُستخدم أساساً كمخدرات تستهدف الجهاز العصبي المركزي، مما يمثل انتهاكاً واضحاً لاتفاقية الأسلحة الكيميائية. وعلى الرغم من ادعاءات طهران بأن برنامجها لتطوير هذه المواد يتعلق بأغراض إنفاذ القانون، إلا أن التقارير حول هذه الأنشطة، والتعاون مع روسيا وسوريا، حظيت باهتمام وزارات الخارجية والخزانة والدفاع الأمريكية، بالإضافة إلى مكتب مدير الاستخبارات الوطنية (ODNI) ومجموعة السبع.

بحسب التقرير، تجاوزت إيران مرحلة البحث والتطوير ووصلت إلى إنتاج عوامل قائمة على الفنتانيل، حيث يُعتقد أنها زودت وكلاءها في العراق وسوريا بهذه المواد، والتي ربما تم استخدامها بالفعل في حوادث متعددة في كلا البلدين.

تقديم المواد الكيميائية لوكلاء إيران

منذ عام 1988، لاحظ محللو الاستخبارات الأمريكية أن “طرق توصيل الأسلحة الكيميائية قد تحسنت مع التجربة”. وبحلول عام 2024، أفادت السلطات الإسرائيلية بأن إيران قد زودت وكلاء لها في العراق وسوريا بعوامل كيميائية مخدرة.

على سبيل المثال، في 5 حزيران/ يونيو 2014، ظهرت أعراض تتجاوز صعوبة التنفس، لتصل إلى فقدان الوعي والشعور الكامل على ضحايا هجوم كيميائي في مدينة عربين في الغوطة الشرقية، وفي 12 آب/ أغسطس 2014، عانى ضحايا هجوم كيميائي في حي جوبر بدمشق من تراجع الوعي والإدراك.

كما تم الإبلاغ عن حالات أخرى في العراق، حيث عانى بعض المتظاهرين في بغداد من أعراض غير متسقة مع الغاز المسيل للدموع، بما في ذلك فقدان الوعي وعدم الاستجابة للمؤثرات، وقد تم العثور على قنابل غاز إيرانية في موقع الحادث.

المخاوف من استخدام المواد الكيميائية في سوريا

هذه الحوادث تعكس قلقاً من أن إيران قد زودت النظام السوري أو وكلاء آخرين مثل الميليشيات في العراق وحزب الله اللبناني بعوامل العقاقير الصيدلانية التي حولتها لأسلحة، حيث يمتلك حزب الله أنظمة توزيع الغاز المسيل للدموع مثل القنابل اليدوية وقذائف الهاون، مما يمكنه من استخدام هذه الأنظمة لتوزيع القنابل المعبأة بعوامل صيدلانية.

وفي تقييم التهديد السنوي لعام 2024، حذر مكتب مدير الاستخبارات الوطنية من أن “الخبراء العسكريين الإيرانيين أجروا أبحاثاً على المواد الكيميائية السامة، جميعها لها تأثيرات تخدير وفصل وإفقاد الذاكرة”.

عن المصدر:

مركز مكافحة الإرهاب  (Combating Terrorism Center) مؤسسة أكاديمية تابعة لأكاديمية الجيش الأمريكي (USMA) في ويست بوينت نيويورك، تقدم التعليم والبحث وتحليل السياسات في مجالات الإرهاب ومكافحة الإرهاب وأمن الوطن والنزاع الداخلي.

Scroll to Top