النظام السوري.. هل “يتلاعب” أم “يتعاون” مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية؟

دعت مسؤولة أممية حكومة النظام السوري إلى التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائي، كما اعتبر مدير مركز توثيق الإنتهاكات الكيميائية في سوريا أن إدعاءات النظام “المتكررة” هي “تلاعب” على منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. 

دعت الممثلة السامية للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح إيزومي ناكاميتسو النظام السوري وجميع الأطراف المعنية، إلى التعاون الكامل، بهدف حل وإغلاق جميع القضايا العالقة المتعلقة باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، ما يزال منها 17 قضية من دون حل من أصل 24. 

تزامن تصريح ناكاميتسو، مع تقرير بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية (FFM)، بخصوص حادثتين كان النظام السوري قد أبلغ عنهما في عام 2017 بزعم استخدام أسلحة كيميائية فيهما.

وخلص تقرير بعثة تقصي الحقائق إلى أن المعلومات التي تم الحصول عليها وتحليلها ككل، “ليست كافية” لتوفير أسس معقولة لبعثة تقصي الحقائق لتحديد أن المواد الكيميائية السامة قد استخدمت كسلاح في الحادثتين المبلغ عنهما.  

وأكد التقرير أن المعلومات التي تم جمعها لم تكن كافية، لتوفير أسباب “معقولة” للاعتقاد بأن مواد كيميائية سامة، استُخدمت كأسلحة في حادثتين، الأولى في “قليب الثور” بريف السلمية شمال شرقي حماة، وقعت في 9 آب/ أغسطس 2017،  والثانية في “البليل”، بـ”صوران” بريف حماة الشمالي، وقعت في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، كان النظام السوري زعم تعرض قواته لاستهداف من قبل تنظيم “داعش” بذخائر تحتوي على غازات سامة غير معروفة، في الحادثتين.

واعتبرت المسؤولة الأممية خلال اجتماع مجلس الأمن 11 حزيران/ يونيو 2024، أن أي استخدام للأسلحة الكيميائية “أمر غير مقبول وانتهاك واضح للقانون الدولي”، كما جددت الدعوة التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة سابقاً والتي تتحدث عن “إنهاء الإفلات من العقاب لجميع أولئك الذين يجرؤون على استخدام مثل هذه الأسلحة، وخاصة ضد المدنيين”.

وأشار مدير مركز توثيق الإنتهاكات الكيميائية في سوريا نضال شيخاني، إلى أن ادعاء النظام باستخدام داعش للسلاح الكيميائي هو ليس الأول من نوعه. 

وقال شيخاني إن النظام السوري يحاول من خلال الادعاءات المتعددة “التلاعب” على منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وجر فريق بعثة تقصي الحقائق إلى حوادث أبلغ النظام عنها بأنه تم استخدام السلاح الكيميائي “لأغراض عدائية في أكثر من منطقة”. 

واعتبر شيخاني أن ما جرى طيلة السنوات السابقة هو محاولة من النظام لإحباط بعض جهود بعثة تقصي الحقائق وإلهاء البعثة عن التحقيقات المختلفة في مناطق مختلفة قام النظام السوري باستخدام السلاح الكيميائي في أكثر من مناسبة.

وعن عدم تعاون النظام بشكل كافي مع منظمة حظر الأسلحة منذ أن أصبح عضواً فيها في عام 2013، أوضح شيخاني أن هذا الملف بالتحديد يتم التعامل معه بحذر وخاصة من قبل الأمانة الفنية اليوم. 

وأكد مدير مركز توثيق الإنتهاكات الكيميائية في سوريا أن النظام السوري متورط بهجمات كيميائية سابقة على اللطامنة ودوما وسراقب وغيرها من الحوادث التي وثقها فريق التحقيق وتحديد الهوية التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، واتهم فيها سلاح الجو في قوات النمر التابعة للنظام وروسيا بارتكاب عدة هجمات.

وأوضح شيخاني أن النظام السوري بات اليوم “في ورطة” أمام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وأن الأخيرة تحاول البحث عن المزيد من الأدلة للحصول على المخزون السوري. 

Scroll to Top