أصدرت بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سوريا، تقريراً عن حادثة أم حوش في ريف حلب، 16 أيلول/ سبتمبر 2016، التي حققت فيها بناء على “مذكرة شفوية” أرسلها النظام السوري، برقم 113، زعم فيها استخدام مواد كيميائية كأسلحة.
ونشرت بعثة تقصي الحقائق تقريرها بتاريخ 1 أيار/ مايو 2017، برقم (S/1491/2017)، وأكدت فيه مراجعة الفريق وتحليل جميع المعلومات والعينات المتاحة المتعلقة بالحادثة، والتي بُلغ عنها بزعم استخدام مواد كيميائية سامة كأسلحة.
وأرسلت بعثة تقصي الحقائق فريقاً إلى سوريا، مكوناً من مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ومترجمين فوريين، في الفترة من 11 إلى 19 كانون الأول/ ديسمبر 2016، ومن 6 إلى 12 كانون الثاني/يناير 2017، للتحقيق في الحادثة، وجمع الشهادات ومراجعة الوثائق والمعلومات التي قدمتها حكومة النظام.
وخلص التقرير إلى أن ضحيتين (سيدات) أُبلغ عن إصابتهما بمادة خردل الكبريت في حادثة منطقة أم حوش بريف حلب، وفق ما بينته نتائج تحليلات الدم والمقابلات والوثائق التي تمت مراجعتها.
وكانت بعثة تقصي الحقائق تلقت مراسلات من النظام السوري طلب فيها من روسيا تقديم المساعدة في جمع ونقل الأدلة الخاصة بحادثة أم حوش، واقترح النظام أن تقوم روسيا بتنظيم عملية تسليم العينات والأدلة المادية في دمشق، بحضور ممثلين رسميين من الجيش الروسي، وبالفعل، سلم الفريق الروسي المعني بالمواد الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، العينات البيئية التي أخذها من موقع الحادث، والعينات الطبية من الطاقم الطبي والمشفى التي نُقل إليها المصابين، إلى اللجنة الفنية التابعة لسلطة النظام، ثم وصلت إلى مركز برزة في العاصمة دمشق حيث اطلع عليها هناك فريق بعثة تقصي الحقائق.
وأجرى فريق البعثة تحليلات لـ26 عينة بيئية، منها عينة من قذيفة هاون غير منفجرة، سلمها الفريق الروسي للنظام السوري، كما أجريت مقابلات مع الضحايا.
ووصفت إحدى السيدات اللاتي أجريت مقابلة معهن، والتي تعرضت للمواد الكيميائية، أن مقذوف يشبه الصاروخ سقط على منزلها يبدو أنه معدني، تسرب منه دخان لونه أسود، طوله حوالي 40 سم.
نقلت السيدة مع أخرى إلى عدة مشافي منها عفرين وتل رفعت، وخلص التقرير الطبي النهائي إلى أن السيدة عانت من عدة عوارض أصابتها بعد التعرض لمخلفات “الصاروخ” منها فقدان البصر لمدة 5 أيام، ووجود بثور تحتوي على سائل أصفر غطت أطرافها (اليدين والساعد والمرافق والأقدام).
وأكد التقرير أن العينات المأخوذة تشير إلى وجود نظائر الخردل، ثاني الكبريتيد وثلاثي الكبريتيد، كما يشير إلى وجود بعض أنواع الكلور، حيث تم استخدام فائض من أحادي كلوريد الكبريت.
assad_regime chemical_attack FFM opcw syria